المترشحان للفيفا .. بين الاستقالة أو الاقالة
وعلى الرغم من أن تهمة “الفساد” سبق تداولها في انتخابات رئاسة الفيفا عام 2002 عندما اتهم عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي منافسه بلاتر بالفساد المالي، إلا أن الانتخابات جرت في ظروف عادية ولم تتحول الاتهامات إلى تحقيقات جدية مثلما يحصل اليوم، عندما يقف كل من السويسري جوزيف بلاتر الرئيس الحالي لـ”الفيفا”، والقطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي، أمام لجنة الأخلاق بالاتحاد الدولي للتحقيق في تهم تتعلق بالفساد.
علماً أن التحقيق لن يقتصر على الثنائي المرشح لانتخابات “الفيفا”، وإنما سيشمل أيضاً جاك وارنر رئيس اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي “الكونكاكاف”، وديبي مينجيل وجيسون سيلفيستر مسؤولين بالاتحاد الكاريبي لكرة القدم.
وتشكلت لجنة الأخلاق عام 2006 لاتخاذ قرارات بشأن السلوك واللوائح الإجرائية المتعلقة بـ”الفيفا”، وهي كيان قضائي مستقل داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم وتضم 13 شخصاً.
ويرأس اجتماع اللجنة اليوم بتروس داماسيب وهو قاض بالمحكمة العليا في ناميبيا ونائب رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، نيابة عن رئيس لجنة القيم كلاوديو سولسر الذي اعتذر عن عدم رئاسة الاجتماع على اعتباره سويسري الجنسية مثل مواطنه بلاتر، وذلك تفادياً لأية انتقادات تحصل في حال صدور أي قرار.
يذكر أن لجنة الأخلاق ضمت أمس الأول إلى قائمة المطلوبين للتحقيق رئيس “الفيفا” السويسري جوزيف بلاتر، وذلك بطلب من عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي محمد بن همام، على أساس أن التقرير المقدم من عضو اللجنة التنفيذية في “الفيفا” تشاك بلايزر يؤكد أن جاك وارنر نائب رئيس “الفيفا” ورئيس اتحاد الكونكاكاف أعلم جوزيف بلاتر بدفع بعض الأموال نقداً لبعض أعضاء “الكونكاكاف”، في الاجتماع الذي نظمه بن همام ووارنر في 10 و11 مايو الحالي، حيث أن رئيس “الفيفا” لم يعارض هذا الأمر ومتهم بمعرفته بالموضوع.
كما سبق لبن همام أن اتهم بلاتر أيضاً بتخصيص 20 مليون يورو من أموال “الفيفا” دون الحصول على موافقة اللجنة التنفيذية لمنحها لفريق مكافحة الفساد، بالتعاون مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية الإنتربول بداية مايو الجاري.
أما التهمة الموجهة إلى محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي وجاك وارنر رئيس “الكونكاكاف” فتتعلق بقضية فساد فجرها الأميركي تشاك بلازر عضو اللجنة التنفيذية لـ”الفيفا”، والأمين العام لـ”الكونكاكاف” عندما نقل إلى الأمين العام للاتحاد الدولي جيروم فالكه بخصوص “احتمال حدوث خروقات” لقانون الأخلاق.
وندد بلاتر باجتماع الاتحاد الكاريبي الذي نظم بمشاركة ووارنر وبن همام في 10 و11 مايو الماضي، وخصص للتنسق للانتخابات الرئاسية المقبلة لـ”الفيفا” مما دفع رئيس “الفيفا” الحالي بالتلميح لوجدود تربيطات قائمة على الرشوة لشراء الأصوات على أن يقدم بلاتر حججه اليوم خلال جلسة الاستماع.
ومن جهته، نفى بن همام نفياً قاطعاً أي تصرف خاطئ من قبله واعتبر أن التهمة “ليست إلا نوعاً من تكتيك يستعمله الأشخاص الذين لا يثقون بقدراتهم على الخروج ظافرين من معركة انتخابات “الفيفا”، وأوضح أنه سينفي اليوم أمام لجنة الأخلاق نفياً قاطعاً أي تصرف خطأ كان عن قصد أو من دون قصد خلال وجوده في البحر الكاريبي، مبدياً ثقته في لجنة الأخلاق لتبرئته من هذه التهمة.
وإذا أدانت لجنة الأخلاق بـ”الفيفا” جوزيف بلاتر أو محمد بن همام بتهم الفساد الموجهة اليهما، فإن التبعات ستكون خطيرة لأنه يتوجب عليهما تقديم الاستقالة أو إقالتهما من قبل المكتب التنفيذي وبالتالي منعهما من حضور اجتماعات اللجنة التنفيذية، وهو ما سيربك “الفيفا” ويجعل المصير مجهولاً بخصوص العملية الانتخابية.
وارنر في دائرة الاتهام
ويعود جاك وارنر عضو المكتب التنفيذي لـ”الفيفا” من جديد إلى دائرة الاتهامات التي التصقت به في أكثر من مناسبة، سواء في التصويت لانتخابات الفيفا أو لاستضافة كؤوس العالم السابقة.
وكان وارنر قد تورط في أمور مثيرة للجدل واتهمه ديفيد تريسمان الرئيس السابق للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بطلب 2,5 مليون دولار لتمويل مشروع مدرسة، مقابل الادلاء بصوته لإنجلترا في التصويت على كأس العالم 2018، وسيجد نفسه اليوم أمام لجنة الأخلاق بتهمة جديدة وهي التورط في أعمال فساد لدعم بن همام في جمع أصوات “الكونكاكاف” مقابل مبالغ مالية.
وأكد وارنر مجدداً أنه لا وجود “لاي ذرة خطأ من جانبه”، وقال في تصريحات نقلتها الصحف المحلية أمس: “سأقول لكم شيئا، سترون “تسونامي” حقيقياً في الأيام المقبلة سيضرب “الفيفا” وسيصدم العالم”. وتابع: “لقد حان الوقت لكي أخرج عن سكوتي وسترون”.
سمعة «الفيفا» في مهب الريح
وبدعوة جوزيف بلاتر للمثول أمام لجنة الأخلاق اليوم يرتفع عدد أعضاء اللجنة التنفيذية الذين وجهت اليهم تهم بالفسائد إلى 10 من 24 عضوا في اللجنة التنفيذية، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات بخصوص حجم الفساد الذي يجتاح أكبر مؤسسة رياضية في العالم، خاصة أن مثل هذه الاتهامات تتجدد في كل انتخابات، إما للرئاسة أو لاستضافة كؤوس عالم أو الفوز بمناصب أخرى داخل المنظومة الكروية.
وعلى الرغم من محاولة “الفيفا” التصدي لهذه الظاهرة واتخاذ إجراءات صارمة، فقد تم إيقاف اثنين من أعضاء اللجنة التنفيذية بـ”الفيفا” قبل التصويت على اختيار الدولتين اللتين تنظمان كأس العالم عامي 2018 و2022، وهما أموس أدامو من نيجيريا ورينالد تيماري من تاهيتي بعد تحقيق في مزاعم بأنهما عرضا بيع صوتيهما مقابل أموال، إلا أن دخول رئيس الاتحاد الدولي إلى دائرة المتهمين من شأنه أن يضع “الفيفا” في موقف حرج ومخيب للآمال.
أبواب «الفيفا» مغلقة خلال جلسة التحقيق
زيوريخ (الاتحاد) - فضل مسؤولو “الفيفا” إجراء جلسة التحقيق مع محمد بن همام وجوزيف بلاتر وبقية المتهمين بالفساد، خلال إجازة نهاية الأسبوع في سويسرا والتي تكون خلالها أبواب مقر الاتحاد الدولي مغلقة.
وعلى الرغم من أهمية الموضوع وتوافد أعداد كبيرة من ممثلي وسائل الإعلام لمتابعة الحدث ونقل التطورات الحاصلة، إلا أن الإجراءات الأمنية شددت على عملية الدخول والخروج وتم إغلاق كل أبواب “الفيفا”، إلا أمام المصرح لهم تفاديا لأية تطورات تؤثر في سير عملية التحقيق.
وأعلن القسم الإعلامي بـ”الفيفا” أنه سيتم عقد مؤتمر صحفي في الثامنة من مساء اليوم، يحضره رئيس لجنة الأخلاق وذلك للكشف عن القرارات التي تم التوصل إليها بعد جلسات التحقيق مع المعنيين بتهم الفساد.
تسفانتسيجر يؤيد إعادة انتخاب بلاتر
زيوريخ (الاتحاد) - أعرب تيو تسفانتسيجر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم عن تأييده لإعادة انتخاب جوزيف بلاتر لفترة جديدة لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
في الوقت نفسه وجه تسفانتسيجر انتقادات حادة لمحمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والمرشح المنافس لبلاتر، وقال في مقالة كتبها لصحيفة “راين تسايتونج كوبلنتس-ماينتس” الألمانية الصادرة أمس إن بن همام “من قطر حيث الاتحاد الوطني الذي كان أكثر المستفيدين من قرار “الفيفا” بإسناد تنظيم مونديال 2022 لقطر وهو القرار الذي تسبب في انتقادات حادة للفيفا”.
وتابع تسفانتسيجر حديثه متسائلا: “هل يمكن أن ننتظر منه وضوحا أو شفافية أو قواعد جديدة للقرار؟”.
الجدير بالذكر أن تسفانتسيجر كان أكد منذ أشهر لبلاتر أن ألمانيا ستؤيده في انتخابات رئاسة الفيفا التي ستجري الأربعاء المقبل، وكتب تسفانتسيجر عن السويسري بلاتر: “نستطيع أن نقدر نقاط ضعفه ونقاط قوته لأنه في خضم القرارات العظيمة التي تم اتخاذها، لم يلتفت أحد إلى أي مدى تطورت الفيفا تحت قيادته”.
انخفاض الحرارة يسبق سخونة الانتخابات
زيوريخ (الاتحاد) - تشهد مدينة زيوريخ عاصمة كرة القدم العالمية ومقر “الفيفا” انخفاضا مفاجئا في درجة الحرارة وصل إلى أقل من 12 درجة، وذلك على عكس الأيام الماضية التي ارتفعت فيها الحرارة وبلغت حوالي 32 درجة، إلا أن سخونة أجواء الانتخابات في المدينة وتوافد الضيوف من مختلف أنحاء العالم، يرفع من حرارة الأجواء خاصة ان الفنادق تشهد توافداً كبيراً سواء لمسؤولي اللعبة أو للوفود الإعلامية، لاسيما أن الكواليس تشهد تربيطات وتحركات مستمرة لجمع الأصوات.
الإعلام السويسري يتجاهل مرشحه بلاتر
زيوريخ (الاتحاد) - على الرغم من أن جوزيف بلاتر يمثل سويسرا في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، إلا أنه لا يحظى بدعم إعلامي كبير يرتقي إلى أهمية الحدث والمنصب المتنافس عليه مع القطري بن همام. ولم تفرد الصحف السويسرية أي مساحات تذكر لبلاتر سواء لتعديد انجازاته أو للتذكير بخصاله القيادية لـ”الفيفا”، بينما خطفت مباراة برشلونة ومانشستر يونايتد الأضواء وحظيت بمساحات كبيرة.
شكوك في دعوات "يويفا" لنهائي الأبطال
زيوريخ (الاتحاد) - طالبت بعض الاتحادات الآسيوية والأفريقية بالتحقيق في الدعوات التي وجهها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”، لبعض الاتحادات الأهلية من مختلف أنحاء العالم لحضور مباراة الدور النهائي لدوري أبطال أوروبا، وذلك لشكوك في التأثير على الاتحادات الأخرى للتصويت لبلاتر في انتخابات “الفيفا”. وتساءل البعض عن النوايا الحقيقية لميشيل بلاتيني الذي وجهت إليه اتهامات باستهداف الاتحادات التي لم تؤكد موقفها النهائي في الانتخابات، وذلك حتى يتم كسبها للمعسكر الأوروبي الذي يتزعمه بلاتر.