عبرت كبرى الشركات الراعية عن قلقها من الأزمة الكبرى الحاصلة راهنا في أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم بسبب مزاعم الفساد.
وتقام انتخابات رئاسة فيفا غدا الاربعاء، وبقي الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر المرشح الوحيد لولاية رابعة على التوالي بعد انسحاب منافسه الوحيد على المنصب رئيس الاتحاد الاسيوي القطري محمد بن همام بسبب اتهامه و3 اعضاء اخرين بالقيام باعمال رشوة هزت البيت الكروي العالمي في الاشهر الاخيرة وادت الى فتح تحقيقات داخلية عدة.
وقال بطرس بطرس، نائب رئيس أول شركة طيران الإمارات لدائرة الاتصالات المشتركة: "تعرب طيران الإمارات، مثلها في ذلك مثل جميع محبي كرة القدم حول العالم، عن استيائها من المشاكل المثارة حاليا في إدارة هذه الرياضة صاحبة الشعبية الأولى".
وتابع بطرس: "يهدف طيران الإمارات من وراء رعايته بطولات الفيفا، بما فيها بطولة كأس العالم، إلى ترويج اللعبة وضمان إتاحة الاستمتاع بمبارياتها لأكبر عدد ممكن من سكان العالم، وهو ما نجحت فيه الفيفا بدرجة كبيرة خلال الأعوام الماضية. ونحن نأمل أن تحل جميع هذه الإشكالات سريعا لما فيه خير اللعبة والرياضة عموما". وتعتبر شركة طيران الامارات من أبرز الرعاة للاتحاد الدولي، وهي انفقت 195 مليون دولار اميركي لتصبح من "رعاة" فيفا بين 2007 و2014.
وعبرت شركة فيزا العملاقة للبطاقات الائتمانية، وهي احدى الشركات الست الراعية لفيفا الى جانب اديداس والامارات وفيزا وهيونداي وسوني، ان مزاعم الفساد في قلب المنظمة العالمية "من الواضح انها ليست لمصلحة اللعبة". وقال متحدث باسم الشركة لوكالة فرانس برس: "الوضع الحالي ليس جيدا للعبة، ونطلب ان يتخذ فيفا كل الاجراءات اللازمة لازالة المخاوف الناشئة". وتتمتع فيزا بحقوق رعاية حصرية في قطاع الخدمات المالية ضمن مسابقات الاتحاد الدولي لغاية العام 2014.
أما عملاق المشروبات الغازية كوكا كولا الذي يرعى كأس العالم منذ 1978، فقد عبر عن مخاوفه تجاه الفضيجة الراهنة، وجاء في بيان له ان المزاعم مقلقة وسيئة للرياضة. وأضافت الشركة الاميركية انها تتوقع ان يتم حل القضية بطريقة شاملة.
واصدر صانع الأدوات الرياضية أديداس بيانا قال فيه ان الدعاية السلبية ليست جيدة لكرة القدم ولفيفا وللشركات الراعية. وفضل سوني، صانع الالكترونيات الياباني المتعاقد مع فيفا بين 2007 و2014، التزام الصمت، فقالت متحدثة باسمه لفرانس برس: "لا تعليق لدينا على الاخبار المتعلقة بالسباق الرئاسي للاتحاد الدولي، ولا نية لدينا بالتدخل في هذه القضية في الوقت الراهن".
لكن رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر نفى ان تكون المنظمة الدولية في حالة أزمة، فقال أمس الاثنين انه يمكن حل جميع المشاكل الطارئة.
وشهدت الايام الاخيرة مفاجآت وتقلبات كثيرة بدأت الاربعاء الماضي عندما قررت لجنة الاخلاق التابعة للفيفا فتح تحقيق ببن همام وبجاك وارنر رئيس اتحاد الكونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي) بتهمة رشوة بعض اتحادات الاخير في الاجتماع الذي اقيم في بورت اوف سباين يومي 10 و11 ايار/مايو الحالي.
وتعود القضية الى التصريحات التي ادلى بها الاميركي تشاك بلايزر عضو اللجنة التنفيذية للفيفا والامين العام للكونكاكاف، الى الامين العام للاتحاد الدولي جيروم فالكه بخصوص "احتمال خروقات" لقانون الاخلاق ارتكبت من قبل بعض مسؤولي الهيئة الكروية الدولية. وكان بلاتر ندد بالخصوص باجتماع للاتحاد الكاريبي الذي نظم بمشاركة وارنر وبن همام في 10 و11 ايار/مايو الماضي.
وعلى اثر فتح لجنة الاخلاق تحقيق بحق بن همام سارع الاخير الى اصدار بيان يطالب به بفتح تحقيق ايضا مع رئيس الفيفا جوزيف بلاتر وجاء فيه "بما ان الاتهامات تضمنت اسم الرئيس الحالي جوزيف بلاتر، فان محمد بن همام يطالب ان تشمله التحقيقات". واضاف "الاتهامات تتضمن اقوالا بان بلاتر كان على علم بعمليات الدفع المزعومة لبعض المسؤولين في الاتحاد الكاريبي ولم يعارض هذا الامر".
وبالفعل استدعت لجنة الاخلاق بلاتر للمثول امامها ايضا برفقة بن همام ووارنر. وصبيحة الاحد الماضي، استيقظ الجميع على وقع مفاجأة انسحاب بن همام من السباق الرئاسي في اليوم ذاته الذي كان يتعين عليه الخضوع للاستجواب امام لجنة الاخلاق. وصدر الحكم من لجنة الاخلاق بوقف بن همام ووارنر شهرا بانتظار استكمال التحقيق معهما، في حين برأت ساحة بلاتر الذي باتت الطريق معبدة امامه للظفر بولاية رابعة.