ضمت منظمة الشفافية الدولية صوتها للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في المطالبة بتأجيل انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المقررة غدا الأربعاء، ويدخل فيها السويسري جوزيف بلاتر مرشحا وحيدا بعد انسحاب منافسه القطري محمد بن همام قبل يومين.
وطالبت المنظمة بتأجيل الانتخابات من أجل منح الوقت الكافي للتحقيق في اتهامات الفساد الموجهة إلى بعض أعضائه، وأبرزهم بن همام والترينيدادي جاك وارنر نائب رئيس الفيفا.
وقررت لجنة الأخلاق بالفيفا لدى استجوابها الأحد بلاتر وبن همام ووارنر تبرئة ساحة الأول وإعفاءه من أي تحقيق وإيقاف الأخيريْن –المتهميْن بتقديم أربعين ألف دولار رشى لاتحادات محلية مقابل أصواتهم بانتخابات الفيفا- عن أي نشاط رياضي طيلة مدة التحقيق التي قد تتواصل لشهر.
وأوضحت المنظمة التي تتخذ من العاصمة الألمانية برلين مقرا لها في بيان أنه "لا يمكن إجراء انتخابات حرة ونزيهة عندما يكون الناخبون تعرضوا لإغراءات" مضيفة أنه يتعين على مندوبي الفيفا "تطهير سمعة الاتحاد الدولي إذا أرادوا أن يكون التصويت شرعيا".
وبشأن التحقيق الذي أجرته لجنة الأخلاق، قالت المنظمة إنه "تم في سرية" لكنها طالبت بقيادة التحقيق "من قبل هيئة خارجية لضمان الحياد".منح الوقتمن جهته طالب الاتحاد الإنجليزي بتأجيل انتخابات الفيفا لمنح الوقت لمرشح آخر لمواجهة بلاتر، كما حث الاتحادات الوطنية الأخرى على مساندة دعوته لتأجيل جلسة التصويت التي أكدت الفيفا إجراءها بموعدها غدا، لمنح الفرصة لمرشح آخر كفء للتنافس على هذا المنصب.
وقال رئيس الاتحاد إن الأحداث التي شهدتها الأيام الأخيرة عززت القرار الذي كان اتخذه الاتحاد يوم 19 مايو/ أيار الجاري بالامتناع عن التصويت خلال انتخابات رئاسة الفيفا.
وطالب ديفد برنشتين "بتسمية لجنة مستقلة قادرة على تقديم اقتراحات بشأن طريقة ترتقي إلى الأحسن بإدارة الفيفا". وقال "الأحداث الأخيرة تدعم مبادرتنا، وندعو الاتحادات الأخرى لدعمنا".
وتعليقا على هذه الدعوة، قال مراسل الجزيرة نور الدين بوزيان من أمام مقر الفيفا في زيوريخ إن تأجيل الانتخابات يقتضي موافقة ثلثي الأعضاء، واعتبر أن من الصعب تحقيق ذلك. وأشار إلى أن مراقبين يرون أن إنجلترا تريد فقط من خلال هذه الدعوة "الثأر من بلاتر الذي حرمها من حق استضافة مونديال 2018" الذي ذهب إلى روسيا.
غضب ومغادرةفي الأثناء أعلن مسؤول بالاتحاد الآسيوي أن عشر ممثلين لاتحادات تابعة رفضوا المشاركة بالجمعية العمومية للفيفا الـ61 المقررة غدا في زيوريخ، وعادوا لبلدانهم اعتراضا على إيقاف بن همام.
وأضاف المسؤول الآسيوي أن هناك شعوراً بغضب شديد لدى جميع المسؤولين بتلك الاتحادات جراء القرارات التي اتخذتها لجنة الأخلاق، والتي أوقفت رئيسي اتحادين قاريين، لكنها بالمقابل برأت بلاتر من التهم الموجهة اليه.
من جانبه اعتبر غانيش تابا نائب رئيس الاتحاد الآسيوي أن بن همام تم إبعاده "لأسباب سياسية" وقال إن "شعوري الشخصي بأنه كان يشكل قلقا لهم وبالتالي تخلصوا منه، إنها السياسة".
كما اعتبر الرئيس الجديد بالوكالة للاتحاد جانغ جي لونغ أن بن همام ما زال رئيسا رغم قرار إيقافه. وسيشغل لونغ منصب رئيس الاتحاد بالوكالة فترة غياب بن همام الذي استأنف قرار إيقافه.أستراليا والتعويضيأتي ذلك في وقت انضمت فيه أستراليا لقائمة منتقدي الفيفا حيث دعا النائب بالبرلمان نيك زينوفون الفيفا إلى تعويض بلاده عن نحو خمسين مليون دولار أنفقتها في حملتها لحشد التأييد من أجل الفوز بحق استضافة مونديال 2022 والذي فازت به قطر.
من جانبه، نفى بلاتر وجود أزمة داخل الفيفا، لكنه تحدث عن وجود "بعض الصعاب" مؤكدا أن الاتحاد يمكنه حلها داخليا، ومشددا بالوقت نفسه على أنه لا توجد مشاكل تتعلق بعملية منح حقوق استضافة نهائيات كأس العالم 2018 و2022 لروسيا وقطر على الترتيب.
من جهتهم عبر أبرز رعاة الفيفا عن استيائهم للأزمة التي يمر بها الاتحاد. والتحقت شركة طيران الإمارات التي كانت آخر المنضمين لرعاة الفيفا، بشركتي كوكا كولا وأديداس وفيزا للتعبير عن قلقها من فضيحة الفساد التي تعصف بالفيفا.